كتب_ عمر فتحي رضوان
تعد البحيرة الوردية (Lake Hillier) هي واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للدهشة في العالم، وتقع في جزيرة ميدل (Middle Island)، وهي جزء من أرخبيل ريشرش (Recherche Archipelago) قبالة سواحل ولاية أستراليا الغربية.
لماذا اللون الوردي؟
– اللون الفريد: ما يجعل بحيرة هيلير مميزة هو لونها الوردي الزاهي الذي يبقى دائمًا ثابتًا طوال العام، على عكس بعض البحيرات الملونة الأخرى التي يتغير لونها حسب الفصول، وحتى لو تم أخذ الماء من البحيرة في زجاجة، فإنه يظل ورديًا.
– السبب العلمي: على الرغم من أن السبب الدقيق للون الوردي للبحيرة لم يتم فهمه بالكامل حتى الآن، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذا اللون يأتي من مزيج من العوامل البيولوجية والكيميائية، منها:
– الطحالب الدقيقة: يُعتقد أن طحلب الدوناليلا سالينا (Dunaliella Salina) هو المسبب الرئيسي للون الوردي، وهذا الطحلب ينتج كميات كبيرة من بيتا كاروتين (Beta Carotene)، وهو صبغ برتقالي-أحمر يستخدم كآلية حماية ضد شدة أشعة الشمس.
– البكتيريا المحبة للملوحة: تعيش بعض البكتيريا المحبة للملح في القشرة الملحية للبحيرة وتساهم في اللون الوردي،
– تركيبة الأملاح: البحيرة تحتوي على مستويات عالية من الملح، والذي قد يتفاعل مع البكتيريا والطحالب ليعطي هذا اللون الفريد.
خصائص البحيرة:
– المياه والملوحة: مياه البحيرة مالحة جدًا، بل وأكثر ملوحة من مياه البحر، ويقال إن ملوحتها قريبة من ملوحة البحر الميت.
– البحيرة الصغيرة: بحيرة هيلير ليست كبيرة جدًا؛ يبلغ طولها حوالي 600 متر، وهي محاطة بالكثبان الرملية وغابات من أشجار الكينا.
– العزلة: بسبب موقعها النائي، لا يمكن الوصول إلى البحيرة إلا عبر الجو بواسطة الطائرات الهليكوبتر أو من خلال القوارب المخصصة للرحلات السياحية، وهذا العزل الطبيعي يضيف إلى جاذبية البحيرة وسحرها.
الجاذبية السياحية:
– منظر مذهل: منظر البحيرة من السماء هو الأكثر إبهارًا، حيث يمكن رؤية التباين الرائع بين اللون الوردي للماء والأزرق العميق للمحيط الهندي المحيط بالجزيرة.
– عدم السباحة: على الرغم من جمالها، فإن السباحة في بحيرة هيلير غير مشجعة بسبب موقعها المعزول وطبيعة البيئة الهشة.
البحيرات الوردية الأخرى:
– أماكن مشابهة: هناك عدة بحيرات وردية أخرى حول العالم، مثل بحيرة ريتبا (Lake Retba) في السنغال وبحيرة هوت لاجون (Hutt Lagoon) في أستراليا، لكن بحيرة هيلير تظل واحدة من أكثر هذه البحيرات إثارة للدهشة بسبب لونها الدائم وعدم تغيره.
التاريخ والاكتشاف:
– الاكتشاف الأول: تم اكتشاف بحيرة هيلير لأول مرة من قبل الملاح البريطاني ماثيو فليندرز في عام 1802 خلال رحلته لاستكشاف سواحل أستراليا.
– البحث العلمي: على مر السنين، أصبحت البحيرة موضوعًا للعديد من الدراسات العلمية التي تهدف إلى فهم سبب لونها الفريد، وأهميتها البيئية، وتأثيرها على النظام البيئي المحيط.