حجر "موير" المتدحرج

كتب_ عمر فتحي رضوان

يعرف حجر “موير” المتدحرج، باسم Sailing Stones أو الحجارة المتحركة، هو أحد الظواهر الجيولوجية الغريبة التي تحدث في وادي الموت (Death Valley) في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وتحديدًا في منطقة تُعرف بـريستراك بلايا (Racetrack Playa).

وهذه الظاهرة تثير الدهشة والحيرة منذ فترة طويلة، حيث تتحرك الحجارة الكبيرة عبر الأرض الجافة، تاركة وراءها مسارات طويلة دون تدخل بشري أو حيواني واضح.

وصف الظاهرة:
– حركة الحجارة: تُشاهد الحجارة، التي قد يتراوح وزنها من بضع مئات من الجرامات إلى مئات الكيلوغرامات، وهي تتحرك عبر السطح الأملس الجاف لوادي الموت، تاركة وراءها خطوطًا طويلة ومتعرجة على الطين المتشقق، ويمكن أن تصل هذه المسارات إلى عشرات الأمتار، وتمتد عبر قاع البحيرة الجافة.

– تاريخ الظاهرة: تم اكتشاف هذه الظاهرة لأول مرة في أوائل القرن العشرين، وظلت لغزًا لعدة عقود، حيث حاول العلماء والمراقبون تفسير كيفية تحرك هذه الحجارة الضخمة عبر الأرض دون وجود دليل على دفعها أو سحبها.

التفسيرات المحتملة:
على مر السنين، ظهرت العديد من النظريات لتفسير هذه الظاهرة، ومن أبرزها:

1. الرياح القوية: كانت إحدى النظريات المبكرة تشير إلى أن الرياح القوية التي تهب عبر الوادي يمكن أن تكون كافية لدفع الحجارة، خاصة على السطح الزلق للطين الرطب، ومع ذلك فإن حجم ووزن بعض الحجارة كان يجعل هذا التفسير غير كافٍ تمامًا.

2. الطين المبلل: اقتُرحت نظرية أخرى تشير إلى أن الطين الموجود على سطح الوادي يصبح زلقًا للغاية عندما يبتل بفعل الأمطار النادرة، مما يسمح للحجارة بالانزلاق عبر السطح بفعل الرياح.

3. الصفائح الجليدية: في عام 2014، قدم العلماء تفسيرًا جديدًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك التصوير الزمني. اقترحوا أن الظاهرة تحدث عندما يتشكل طبقة رقيقة من الجليد في الليالي الباردة على سطح الوادي، وعندما يذوب هذا الجليد تحت الشمس، يمكن أن تنزلق الحجارة على هذه الطبقة الجليدية الرقيقة بفعل الرياح الخفيفة أو حتى بفعل الجاذبية البسيطة، تاركة وراءها تلك المسارات المميزة.

– المراقبة المباشرة: في تجارب حديثة، تم توثيق الحجارة وهي تتحرك بسرعة منخفضة جدًا، تصل إلى بضعة سنتيمترات في الثانية، على طبقة رقيقة من الجليد المذاب، مما أكد صحة هذه النظرية.

الموقع والجذب السياحي:
– وادي الموت: ريستراك بلايا هو موقع سياحي شهير في وادي الموت، ويجذب العديد من الزوار الفضوليين الذين يأتون لمشاهدة هذه الحجارة الغامضة ومساراتها، وادي الموت نفسه هو واحد من أكثر الأماكن حرارة وجفافًا على الأرض.

– قيمة علمية: إضافة إلى جماله وغموضه، يمثل الموقع قيمة علمية كبيرة لأنه يساعد في فهم العمليات الطبيعية التي يمكن أن تحدث في بيئات قاسية مثل وادي الموت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *