كتب_ عمر فتحي رضوان
يعد قصر الحمراء (Alhambra) هو أحد أبرز المعالم التاريخية في غرناطة، إسبانيا، ويُعتبر من أبرز الأمثلة على العمارة الإسلامية في أوروبا.
ويُعد قصر الحمراء معلمًا مهمًا في تاريخ إسبانيا وحضارة الأندلس، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بجماله المعماري وتاريخه الغني.
تاريخ القصر:
– البناء: بدأ بناء قصر الحمراء في عام 1238، خلال حكم الملك النبطي محمد الأول من سلالة الناصرين (Nasrid dynasty)، وهي السلالة الإسلامية التي حكمت الأندلس في ذلك الوقت، واستمر البناء والتوسعات حتى القرن الخامس عشر.
– الفتح المسيحي: في عام 1492، استولت القوات المسيحية بقيادة الملكين إيزابيلا وكاثوليكوس على غرناطة، وبهذا انتهت فترة حكم المسلمين في إسبانيا، واستمر قصر الحمراء كموقع ملكي خلال فترة الحكم المسيحي، لكن تم تحويل بعض أجزائه إلى مقر إقامات ملكية أخرى.
معمار القصر:
– العمارة الإسلامية: يتميز قصر الحمراء بتصميمه المعماري الرائع، الذي يتضمن مزيجًا من الأنماط الإسلامية التقليدية، بما في ذلك الزخارف المعقدة، النقوش الكتابية، والفسيفساء الملونة.
– الحدائق: يحتوي القصر على حدائق خلابة تُعرف باسم “الجنائن” أو “الحدائق النصرية” (Generalife)، هذه الحدائق تشمل المساحات الخضراء، النوافير، وحمامات الزهور، وتعتبر مكانًا هادئًا ومريحًا للزوار.
– القصور: يتألف القصر من مجموعة من القصور والأجنحة، بما في ذلك:
– قصر النصر (Palacio de los Nazaries): وهو الجزء الأكثر شهرة من القصر ويشمل غرفًا مزخرفة ونوافير رائعة مثل نافورة الأسد (Patio de los Leones).
– القاعة الذهبية (Sala de los Abencerrajes): تحتوي على سقف مذهل وزخارف معقدة.
– القاعة البيضاء (Sala de los Mocarabes): تضم مئذنة معقدة وأرضيات مزخرفة.
– القلعة: القلعة الحمراء (Alcazaba) هي الجزء الدفاعي من القصر، وتوفر إطلالات رائعة على مدينة غرناطة والمناطق المحيطة بها.
– الكنيسة: تم تحويل جزء من القصر إلى كنيسة بعد الفتح المسيحي، ولكن الحافظ على الطراز الإسلامي في بقية الأجزاء.
الأهمية الثقافية:
– التراث العالمي: قصر الحمراء هو موقع تراث عالمي للإنسانية وفقًا لمنظمة اليونسكو منذ عام 1984، وذلك بسبب قيمته الثقافية والتاريخية الكبيرة.
– الفن والأدب: ألهم القصر العديد من الفنانين والكتاب على مر العصور، بما في ذلك الشاعر الإسباني واشنطن إيرفينغ (Washington Irving)، الذي كتب كتابًا عن قصر الحمراء في القرن التاسع عشر.
الزيارة والتجربة:
– الجولات السياحية: يمكن للزوار الاستمتاع بجولات سياحية في القصر، والتعرف على تاريخه العريق وفنونه المعمارية الرائعة، يجب حجز التذاكر مسبقًا نظرًا للإقبال الكبير على زيارة القصر.
– التصوير: توفر مناطق مختلفة من القصر إطلالات رائعة على المدينة، مما يجعله مكانًا مثاليًا للتصوير الفوتوغرافي.
