مما لا شك فيه أن الساحة الفنية الفترة الحالية تعاني من ندرة في تقديم الأعمال الدينية سواء كانت مسلسلات أو أفلام.. كما أننا نرى أن عدد قليل من المنتجين وصناع السينما هم من يٌقبل على إنتاج تلك الأعمال ويأتي ذلك لعدم تحقيقها العائد المادي المطلوب الذي ينتظره المنتج.
ولذلك قامت “بوابة أخبار اليوم” بإجراء تحقيق حول تلك الظاهرة ، فقد قمنا بسؤال مجموعة من المختصين بصناعة السينما في المجالات المختلفة لكي نتعرف عن أهم الأسباب التي أدت إلى عدم وجود أعمال دينية على الساحة ، تابعونا في السطور التالية ..
حدثنا المنتج محمد فوزي عن أهم الأسباب التي وراء ندرة الأعمال الدينية وعدم تواجدها بشكل ملحوظ على الساحة الفنية ومن أهمها أن القنوات الفضائية أصبحت تجارية ولن تقوم بعمل أعمال إعلانية جيدة ، كما إن شركات الإعلان لن تقوم بإنتاج الأعمال الدينية وأصبحت توزع بما يسمى ” بالتسعيرة ” منذ أربعون عاما في الدول العربية وليس بمصر فقط، وذلك لأنهم يقومون بعرض الأعمال التي تحقق عائد إعلاني قوي حيث أن يوجد لها عدد من التليفزيونات الحكومية التي تعمل بتسعيرة خاصة مضى عليها أكثر من أربعون عاما بالرغم من أهمية وجود الأعمال الدينية وقدرتها على تغيير الخطاب الديني و لكنها لن تأخذ حقها من العرض .
أما المخرج محمد النقلي كان له رأيه أيضا في تلك المسألة، حيث قال إن الأعمال الدينية لكي تعمل بالطريقة المثلى لابد أن تقوم الدولة بتمويلها لأن هذه المهمة ليست من شأن القطاع الخاص ،نظرا لأن الأعمال الدينية تحتاج إلى عدد هائل من الملابس والديكورات وتحتاج إلى تكلفة كبيرة لكي تقوم بإنتاج أعمال ضخمة ، وذلك لأن الأعمال الدينية ليس لها عائد مادي ولكنها تنتج من أجل التاريخ.
كما أكد المخرج محمد فاضل على هذا الرأي، حيث قال إن الدولة تخلت عن دورها في الإنتاج لأن القطاع الخاص يبحث عن الإنتاج التجاري الذي يحقق له أرباح في أسرع وقت لأنها تحتاج إلى منتج لا يهدف إلى الربح، وإذا عادت الدولة إلى دورها في إنتاج الأعمال الدينية مرة أخرى سوف تعود مرة أخرى وبقوة ، كما أن الأسباب التي أدت إلى تخلى الدولة عن دورها في تقديم تلك الأعمال ما هى إلا حجج بعدم وجود تمويل وسوء الظروف الاقتصادية.
وأضاف المؤلف والسيناريست محمد الصفتى قائلا أن الأعمال الدينية تكلفتها كبيرة والنمط الذي تعودنا عليه معروفا منذ زمن وبالتالي نادراً ما يوجد عمل ديني جيد يُقدم إلى الناس لأنها تحتاج إلى براعة شديدة في الكتابة كجزء تاريخي ودرامي ومهارة من نوع خاص، إلى جانب أن الدولة تراجعت عن الإنتاج و ألقت الحمل على القطاع الخاص وهذه تعد كارثة بكل المقاييس لأن الدراما بشكل عام تشكل وعى للناس والقطاع الخاص لا يسعى لتقديم ذلك الوعي من خلال الجودة أو القيمة، كما أن الدولة تحتاج إلى مبالغ ضخمة لإنتاج عمل مفيد وقيم من أجل التاريخ حيث إننا غير محتاجين أن نقدم عمل من أجل الترويج للأديان بل نروج لقيم معينة ، ولهذا تشكل ندرة الأعمال الدينية مشكلة كبرى على الدولة أن تقوم بحلها .