كتبت – نسمة فرج:
يتفق الجميع على أن جمال الغلاف له الكلمة الأولى في جذب القارئ للكتاب، حتى لو كان الكتاب مكتوباً بلغة غريبة او لكاتب غير معروف، وربما يكون أهم سبب في أن يباع الكتاب.
فالغلاف هوالخطوة الأولى لقراءة النص، وهو نفسه ما ستنتهي إليه بعد أن تكتمل رحلتك بنهاية الكتاب.
الكتاب بيبان من غلافه
غلاف رواية ”تحت سماء كوبنهاجن”، كان سببًا في أن تبحث الصحفية زهراء مجدي عن الرواية، حتى لو لم تكن تقرأ للكُتاب العرب وخاصة الشباب، إلا ان هذه الرواية كان لغلافها نصيب من الجمال الفني الذي يتناسب مع جمال القصة التي صاغتها الكاتبة.
ورغم جاذبية الغلاف إلا ان زهراء أوضحت ان اسم الكاتب يظل هو العامل المؤثر لها لاتمام عملية شراء الكتاب، ولكن الأغلفة المدهشة الموجودة في المكتبات الكبيرة وغالباً تكون باللغة الأجنبية تجذبها للاطلاع عليها حتى لو على سبيل الفضول.
أما الغلاف بالنسبة لطبيب الأسنان أحمد حسن، لا يمثل له شيء سوى واجهة تسويقية، فيوضح أنه نادراً مايجذبه الغلاف، ولكنه يستطيع تمييز الكتاب من خلال لون الغلاف وليس تصميمه.
أما عمر أسامة طالب بكلية التجارة، فقال إن فكرة غلاف رواية دراكولا وكتاب ”the prince” جذبته لشرائهما وقراءتهما رغم انهما باللغة الإنجليزية.
وأضاف عمر أن دور النشر تهتم بالشكل وتصميم الكتاب لأسباب تسويقية، وفي غالب الأمر يكون المحتوى ضعيف.
وأوضح ان شكل الكتاب أحيانا لا يدل على محتواه قائلا : ” بعض الاغلفة تعطى انطباع انها رعب و يطلع جريمة او اجتماعي ”.
قال عبيدة أحمد أن ”بعض الأغلفة بتجبرك انك تشترى الكتاب حتى لو مش هتقراه” مضيفاً ان هناك بعض الكتب تتميز بجمال الغلاف وعمق المضمون .
كواليس صناعة الأغلفة
”في البداية لازم أقرا الكتاب أو لومفيش وقت بحاول أقرا أجزاء منه وأخد نبذة عنه من الكاتب وبعد كده ببدأ في عمل استكتشات للأفكار المبدئية”، هكذا يروي كريم أدم أحد أشهر مصممي أغلفة الكتب، بل وأفضلهم بشهادة الكثير من الكتب والقراء.
فأغلفة كريم آدم تتميز بتركيبة قادرة على فرض حضورها أمام الأعين، فعادة ما تتناغم الألوان مع القيمة الرئيسية في الغلاف، ليشكلوا معا باقة أنيقة تشبع الذائقة البصرية، وعن طريقته في اختيار فكرة الكتاب، يوضح كريم أن حالة الكتاب تفرض نفسها على الغلاف، كما ان تصميم كل غلاف يختلف من كاتب لكاتب آخر، بمعني أنه لو الكتاب لكاتب ساخر، فروح كتابه وشكل غلافه سيختلف بالتأكيد عن شكل وروح غلاف كتاب لكاتب سياسي أو كاتب روائي.
أما عن حدود التعامل بين المؤلف ومصمم الغلاف، وإلى أي مدى يقبل المصمم تدخلات من قبل المؤلف، قال آم أن التعامل يكون عن طريق المناقشة قبل بدء مرحلة التصميم لوصول لفكرة المشتركة، أما تدخل المؤلف في تعديل التصميم لابد ان تكون مبررومنطقي.
يذكر أن كريم أدم هو من صمم غلاف كتاب ”زمن الغم الجميل” و”كمين القصر العيني” لعمر طاهر و”مانيفستو” للشاعر مصطفى إبراهيم و ”بوستر” مهرجان القاهرةالسنيمائي الدولي في دورته الـ 36.
قال أحمد فرج، مصمم أغلفة، انه في البداية يقوم بقراءة الكتاب ويختار الافكار المناسبة له، ويتناقش مع الكاتب فيها ودور النشر، حسب الجهة الذي استلم منها الكتاب ثم يقوم بالتصميم الغلاف
وأوضح فرج أن اسم الكاتب يؤثر في تصميم الكتاب، فالكاتب الكبير يكتب اسمه بحجم أكبر اما الكاتب الشاب فالغلاف يمثل العامل الأساسي في الجذب.
يذكر أن أحمد فرج صمم غلاف كتاب ”مش جيفارا” لــمصطفى أكرم و غلاف رواية ”الرسم بالطباشير” لــخالد بكر.
النص يفرض حالته على الغلاف
صرح الشاعر محمد إنسان، صاحب ديوان شاعر إنسانيات، بأنه هو من يطلب من المصمم تصميم معين ويتم النقاش حول الفكرة.
وأوضح أن الجمهور له دور في اختيار التصميم، الذي يجب أن يواكب العصر ويقدم فكرة تناقش قضية، بالاضافة ضرورة مناسبته مع محتوى الكتاب.
وعن تدخل دور النشر في اختيار تصميم الكتاب، قال إن دور النشر تحاول الوصول ” لغلاف بياع”.
أكد الكاتب الشاب محمد صادق، كاتب رواية ”هيبتا” و ”في بضع ساعات”، أن حالة الرواية هى التي تفرض نفسها على الغلاف مدعومة بوجهة نظر الكاتب والمصصم.
وأوضح صادق أن لكل رواية حالة خاصة، وبالتالي ينعكس على تصميم الغلاف مع مراعاة أساسيات الغلاف، ليبقى جذاب و واضح ويشد العين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك …اضغط هنا