”إلى الآبد”.. حب يتغلب على روتين الحياة ورتابتها

bstj
البرنامج التالي  -   تكنيولوجيا والحيوان
يوم ساعة دقيقة ثانية
 

كتبت- هدى الشيمي:

موظفة تبيع تذاكر العبّارات، وسائق للقطار، كلاهما يعاني ملل الحياة، يكرهان الروتين، يشعران بالوحدة داخل المدينة الكبير، التي يكسوها الحزن، ويخيم القلق على ارجائها، هذا هو الاطار الذي دار فيه، الفيلم اليوناني ”إلى الآبد”.

”آنا” هذا هو اسم البطلة الأربعينية، المتسمة بالدقة الشديدة والتحفظ، لها جمال يفوق جمال السيدات اللائي في نفس عمرها، فعينيها الخضراوان، وشعرها القصير ميزها، واضاف إليها طابع من السحر، الذي لا يخلو من الحزن الشديد.

تستقيظ ”آنا” في الصباح لتذهب إلى محطة القطار التي تنقلها إلى عملها، فيراها يوميا ”كوستا”، سائق القطار، العاشق لعلمه، الذي يمارسه منذ سنوات طوال، فمن خلاله يستطيع أن يرى المدينة، من خلف الزجاج، وكون صداقات مع أشخاص كثيرين لا يعلمون عن وجوده شيء.

وقع كوستا في حب آنا، بعد متابعتها يوميا وهي تنتظر القطار في أول الرصيف، وتركبه من أول باب في أول عربة، وتنزل في نفس المحطة، لا تتأخر ثانية، عن موعدها اليومي.

يتفاجأ كوستا بمرضه الشديد، فيطالبه الطبيب بالتوقف عن العمل نهائيا، والابتعاد عن أي ضغوط، فيتفرغ لحبه، ولمراقبة ومتابعة حبيبته آنا.

يظل كوستا يتابع آنا من بعيد، يخشى الاقتراب منها، يحلق بها في كل مكان، ويدور حولها دون أن تلاحظه.

وتأتي اللحظة الحاسمة التي يقرر فيها كوستا التحدث إليها، فيذهب إلى المكان الذي تعمل به لشراء تذكرة لركوب العبّارة، ثم يحصل على مزيد من الشجاعة ليلحق بها إلى منزلها، ثم يتوقف أمام باب المنزل، طوال الليل والنهار.

أثناء وقوف كوستا أمام باب العمارة التي تعيش فيها آنا، يراه أحد جيرانها، فينظر له في حزم، ويحكم اغلاق الباب، وكانت هذه إشارة لعدم قدرته على الوصول إلى احلامه، ووجود الكثير من العقبات أمامه.

تستمر ملاحقة كوستا لآنا، ولكنه لا يكتفي بالمراقبة الصامتة، فيقرر أن يتحدث إليها، ويتعامل معها، إلا أنها ترفض، وتهدده بإبلاغ الشرطة عنه.

في أحد المشاهد يقول لها كوستا ”سأكون في انتظارك”، مؤكدا على اصراره الشديد عليها، وعلى بدء علاقة معها، مما يرقق قلبها عليه، وتوافق على السير برفقته إلى محطة القطار، ليعترف لها بحبه، ويخبرها عن مكنونات صدره كلها، ولكنها تقابل محبته بجفاء عظيم، فيبتعد عنها تماما.

يؤثر البعد على آنا، إلا أن حالة كوستا النفسية والمزاجية تتحسن كثيرا، فيفتح نافذته على مصرعيها، ويستمع إلى الأغاني اليونانية المبهجة، أما هي فتشعر بخيبة الأمل، وتبدأ في البحث عنه في كل مكان.

وفي النهاية، تبقى آنا في محطة القطار منتظرة مرور كوستا، وتبقى هناك منذ الليل والصباح، لتستيقظ وتجده أمامها.

استخدمت مخرجة الفيلم مارجريتا مانتا الألوان، والموسيقي بحرفية شديدة لجعل كل شيء حول البطل والبطلة يشعر بالوحدة مثلهما، وتمكنت من التعبير عن نفسيتها بالصمت الذي استمر حتى مرور أكثر من 30 دقيقة من مدة الفيلم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراكاضغط هنا

null


null
null


null
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed
 

 
 
previous next
X
 
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed