كتب – محمد الشماع
كان للسيدة جيهان السادات دور مجتمعي مهم في دعم قضايا المرأة المصرية, وبمجرد أن صارت السيدة الأولى، أصبح همها أن تجوب القرى والنجوع لتكتشف مصر الحقيقية، راعها في تلك الزيارات أحوال المصريات وهن يعانين الفقر والجهل والوفرة في الإنجاب.
فكرت في أن تقوم بدورها المجتمعي تجاه المرأة باعتبارها عمود الأسرة المصرية، فتبنت عدداً من مشروعات القوانين وكذلك حملات واسعة لإصلاح المجتمع دعماً للدولة.
اقرأ ايضا | محاكمة أمين شرطة متهم بقتل صراف بالمنيا
وكانت لها مساهمة ضخمة في تعديل قانون الأحوال الشخصية، أو ما سمي بمرسوم 1979. القانون أعطى الزوجة الحق في تحريك دعوى قضائية للمطالبة بالنفقة، وإطالة فترة حضانة الطفل. كما أعطى الحق للزوجة بالعيش في منزل الزوجية، حال إثبات عدم وجود مكان آخر تعيش فيه.
وكان لها دور في مشروع تنظيم الأسرة، للحد من المشكلة السكانية التي تفاقمت في السبعينيات، وقالت في كتابها «سيدة من مصر» إن الرئيس الراحل السادات كان صبره ينفذ من إلحاحها عليه لتأييد المشروع.
ولقد انتشرت بين العائلات المصرية جملة «انظر حولك» كبديل شعبي لمشروع «تنظيم الأسرة». و»انظر حولك» كان اسم فيلم قصير يُعرض 3 أو 4 مرات يومياً على التليفزيون، لتوجيه العائلة لمشروع «تنظيم الأسرة».
وأسست السيدة جيهان جمعية «تلا» من أجل تمكين المرأة المصرية الريفية، مجتمعياً واقتصادياً، وأنشأت كذلك جمعية «الوفاء والأمل» لدعم ومساعدة مصابي الحروب، وتأهيلهم لعمل كريم, لقد ولدت فكرة الجمعية أثناء زيارتها لمصابي حرب 1967 في مركز تأهيل المعاقين بالعجوزة.
وكانت السيدة جيهان تتحرك مجتمعياً وكأنها متخصصة في علم الاجتماع والاقتصاد، بالرغم أنها خريجة كلية الآداب عام 1978، وحصلت على درجة الماجيستير تحت إشراف د. سهير القلماوي. فيما وافقت السيدة جيهان على بث جلسة مناقشة الماجيستير التي استمرت 3 ساعات على التليفزيون بثاً حياً، بحضور السادات. كما حصلت السيدة جيهان على درجة الدكتوراه سنة 1986 في الأدب المقارن. وكان موضوع رسالتها «أثر النقد الإنجليزي في النقاد الرومانسيين في مصر بين الحربين».
وكان ذلك بعد سنوات من وفاة الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير على يد الجماعات الإسلامية المسلحة. الكثيرون اعتقدوا أنها لن تستمر في العمل العام بعد رحيل زوجها برصاصات الغدر الإرهابية.. لكنها حوّلت حزنها إلى طاقة لإحلال السلام الذي طالما نادى به الرئيس السادات، فكان لها دور مهم وتشاركي في تأسيس مركز «كارتر» لدعم السلام سنة 1982؛ حيث انطلقت في خطوتها تلك نظراً لصداقتها بالرئيس الأمريكي وزوجته روزالين سميث.