سر نجاح مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقي والغناء خلال السنوات الماضية وحتي دورة هذا العام التي تضي كل ليلة مسرح المحكي يعود لثلاثة اسباب أولها الاهتمام الكبير الذي توليه الوزيرة الفنانة د. ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ، وتعبره أقرب المهرجانات الموسيقية والغنائية الي قلبها ودائما ما تصفه بأنه يعكس الصورة الحضارية لمصر من خلال تلاحم الجمهور مع الفنون بين أسوار القلعة التي أصبحت حصن جديد للدفاع عن الفن والذوق العام، وتؤكد دائماعلى أن الفضل في نجاح المهرجان ووصوله إلى أولى خطوات العالمية يرجع إلى الجمهور المصري، الذي يصعد يوميا بالألاف من أجل أن يستمتع بالفن الراق، وهو ما تسعى إليه الوزيرة دائما بهدف تحقيق العداله الثقافية بين جموع المواطنين وهو الشعار الذي رفعته منذ توليها حقيبة الثقافة.
أما السبب الثاني فهو نجاح ادارة المهرجان ممثلة في د. مجدي صابر رئيس دار الاوبرا المصرية ود. خالد داغر رئيس البيتي الفني بالاوبرا ومدير المهرجان في تقديم برنامج فني متنوع يضم هذا العام 31 حفلا غنائيا وموسيقيا حرصت خلاله على إرضاء جميع الأذواق الفنية من الشباب والكبار وأصحاب الذوق الرفيع من محبي فن الأوبرا والموسيقى؛ ولم يقتصر الجمهور الكثيف للحفلات علي ابناء القاهرة الكبري بل شهدت دورات المهرجان السابقة والحالية حضور جمهورا من الاقاليم سواء من الدلتا او الصعيد؛ وذهب المهرجان لجمهور عروس البحر من خلال الحفلات التي تقام متزامنة مع حفلات “محكي القلعة ” في” أوبرا اسكندرية”، وما كان هذا النجاح يتحقق لولا الادارة المنضبطة لأمن الاوبرا والذين كان حريصا علي تسهيل مهمة الجمهور؛ وايضا قدرة الفريق الاعلامي برئاسة محمد منير المتحدث الاعلامي باسم وزارة الثقافة علي التعامل مع المهرجان كحدث ضخم وتسهيل مهمة الاعلاميين مما ادي الي تسويق المهرجان بشكل كبير.
لقد تحول “مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقي والغناء” الذي يجمع بين عبق التاريخ وروعة التراث وإبداعات الفن ، لقصة نجاح مصرية وحالة مبهجة من الزخم الثقافي والفني بقدر ما يؤكد الحضور الجماهيري الحاشد على مدى ترحيب الجماهير بمحتواه الفني الراقي وبات هذا المهرجان من أبرز المهرجانات الفنية والثقافية في مصر والعالم العربي .